Head of Social Studies Department Interviewed for Army Magazine

Monday, 8 January 2024

Share this article:

The Head of Social Studies Department, Jihane Francis, was interviewed by the army magazine on the role of schools in building citizenship.

بناء المواطنة، تحديّات نواجهها وحلول نعتمدها في حياتنا المهنيّة والتّربويّة.

 مقابلة مع منسّقة مادّة الاجتماعيّات السيّدة جيهان يوسف فرنسيس، صدرت  في العدد الأخير من مجلّة الجيش.

أكّدت من خلالها على أهميّة مبادرة كلّ منّا وبحسب موقعه وقدرته على تحمّل مسؤوليّته في بناء المواطنة.

 

دور المدرسة

تؤدي المدرسة دورًا أساسيًا في التنشئة الوطنية، المهمة التي تزداد صعوبةً في يومنا هذا، خصوصًا وأنّ الأهالي، الطرف الشريك في العملية، يرون أنّ بناء المواطنة حاليًا بعيدًا عن واقعهم المعاش في ظل ما يحيط بهم من أزمات وتحديات يومية يستنفد طاقتهم الإيجابية بصورة مستمرة.

 حول دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الانتماء الوطني والهوية الوطنية، تقول رئيسة قسم مواد الاجتماعيّات في مدرسة برمّانا العالية BHS، ونائبة رئيس الهيئة اللبنانية للتاريخLAH ، السيدة جيهان يوسف فرنسيس: “نحن كمدرسين نعمل من خلال التربية المدنية على ترسيخ المفاهيم الأساسية والقيم الضرورية لبناء المجتمعات، وعلى تأهيل المتعلمين ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم. ونحن ندرك أنّ المسؤولية تقع على عاتق المدارس، والمجتمع، والأهل. فكيف نستطيع أن نهيئ المتعلمين ليكونوا قادة الغد؟ هل يجوز أن نرى أولادنا يعتبرون الرشوة شطارة وليست مخالفة للقانون؟ أو عدم التقيد بإشارات السير بطولة وليست جنحة يعاقب عليه القانون؟ أو تأمين مستقبلهم خارج البلد لأنّه يعاني، هو أفضل الحلول؟”.

وتضيف:” للتربية دور أساسي في بناء المواطن الإنسان، المواطن المسؤول، المبادر، الناشط، المرتبط بوطنه والمساهم في تطور المجتمع، والإنسان المفكر والناقد بما تحمله هذه الصفات من إيجابية.  لكن للأسف الجميع مشغول بتأمين لقمة العيش ومتابعة الوضع السياسي والأمني بينما انحسر الاهتمام ببناء الإنسان المواطن. أمام هذا الواقع، ما الذي نستطيع فعله كتربويين؟ هل ننتظر أم نبادر؟”

وتشرح السيدة فرنسيس دور المعلمين من خلال تجربتها في التعليم، فتقول: “منذ أن بدأت مسيرتي التعليمية كمدرّسة لمواد الاجتماعيات منذ أكثر من ثمانية عشر سنة، تواجهني مع بداية كل عام دراسي وبخاصةٍ مع المتعلمين الذين يحضرون صفوفي للمرة الأولى تحديات جمّة، أبرزها عدم ثقتهم بما يدرسون، إذ يرونه بعيدًا كل البعد عن الواقع ولا يمتّ للحقيقة بصلة. فكيف أستطيع كمسؤولة عن مادة التربية جذبهم أو إقناعهم  بأمرٍ يلمسون نقيضه يوميًا على الطريق، بين رفاقهم، وفي مجتمعهم. إنّ العملية ليست سهلة، ولكنها ليست بالمستحيلة”.

وإذ توضح أنّ الأسلوب الذي يعتمده المدرّس خلال حصص التربية الوطنية له دور كبير في إيصال الرسالة، تشرح قائلةً: “لا أقدّم المادة للمتعلمين فيتلقونها ويعيدون تسميعها في الحصّة القادمة. ما نقوم به معًا في الحصص هو عرض لمسائل واقعية يمكن أن تعترضهم أو تعترض أحدًا من معارفهم أوأقاربهم، ثم الطلب منهم القيام بتحليلها واستنتاج العبر منها، ومن ثم بناء مواقفهم تجاهها. وخلال هذا المسار، يؤلف المتعلمون فرقًا، صغيرة أو كبيرة، وأحيانًا فرادى، فيكتسبون عدة مهارات تؤهّلهم ليكونوا مواطنين يَعون حقوقهم ويقومون بواجباتهم. لأنّه من خلال عمل الفريق، على كلّ فرد داخل المجموعة أن يعي دوره ويتحمّل مسؤوليّته، وأن يصغي إلى باقي أعضاء الفريق، كما عليه أن يحترم الآراء المتعدّدة، وأن يُجادل بطريقة علميّة. وفي كثير من الأحيان، يقوم المتعلمون لدى الانتهاء من موضوع محدّد بتحرّك اجتماعي – مدني، كأن يتوجّهوا برسالة إلى أحد المسؤولين في بلدتهم لإجراء تعديل معيّن موجب للحفاظ على السلامة العامّة. وهذا أفضل ربط بين ما يكتسبه المتعلم في صفه وما يواجهه في حياته اليومية، وما الموقف الذي عليه اتّخاذه كمواطن يعيش في هذا الإطار الجغرافي المحدّد”.

وتؤكد السيدة فرنسيس أنّه من خلال هذا الأسلوب التفاعلي في التعليم، يكتسب المتعلمون إلى جانب مضامين المنهج سلّة من المهارات تشمل العمل ضمن فريق، تحمّل المسؤولية، التفكير العميق، تقبّل الآراء المختلفة، إيجاد الحلول، وممارسة الديمقراطية لدى اتخاذ القرارات ضمن المجموعة، حيث يمكنهم في ما بعد، توظيف هذه المهارات كمواطنين فاعلين في وطنهم وكأفراد صالحين في مجتمعهم. وتتابع مؤكدةً: أحيانًا ألمس النتيجة بعد تخرّج تلامذتي وانطلاقهم إلى المجتمع الأوسع، فكم هي كثيرة الفرص التي ألتقي فيها بمن كانوا في الأمس مراهقين يتذمّرون بين الحين والآخر من مواد الاجتماعيّات، فأجدهم اليوم أمامي يبادرونني بالتّحية الّتي يلحقونها مباشرةً بجملة ” يا الله شو منتذكّرك كل يوم، كل شي كنّا نشتغله أو نشوفوا أو نناقشه بحصص التربية أو تخبرينا عنّه، عم نعيشه ونختبره بالجامعة أو بالشغل وخاصّة وقت بدنا نعمل معاملات رسميّة أو نتعاطى مع مؤسسات الدولة”… هنا أشعر بالرضى أنّ رسالتي الأساسيّة في بناء إنسان يتمتّع بالقيم الضّروريّة ليكون مواطنًا صالحًا، قد وصلت.

 

فلنبادر!

انطلاقًا من خبرتها تدعو فرنسيس زملاءها وزميلاتها في التعليم إلى المبادرة وعدم انتظار …

To read the full article, please clicke HERE